خصيصا لك

المحج الملكي بالمدينة القديمة سيجعل العاصمة الاقتصادية مدينة رائدة على مستوى العالم

 ما هو المحج الملكي في الدار البيضاء

المحج الملكي هو واحد من أضخم المشاريع الحضرية المبرمجة في المغرب، ويُعتبر حلماً ظل معلقاً منذ ثمانينيات القرن الماضي. هذا المشروع يربط بين مسجد الحسن الثاني وساحة محمد الخامس، على طول يقارب 1.5 كيلومتر، ويمتد على مساحة إجمالية تصل إلى 50 هكتاراً. المشروع حُدد أجل الانتهاء منه سنة 2029، وبعد سنوات من التأجيل والتعثرات العقارية، أعطيت الانطلاقة الرسمية لتسريع إنجازه، ليكون بمثابة واجهة عمرانية جديدة تليق بمدينة الدار البيضاء كعاصمة اقتصادية للمملكة.

ما هو المحج الملكي

أبرز مكونات مشروع المحج الملكي بالدار البيضاء

1. اتفاقية تاريخية لتسريع الإنجاز
صادق مجلس جماعة الدار البيضاء في دورة استثنائية على اتفاقية إطار لتسريع إنجاز مشروع المحج الملكي، بميزانية ضخمة تناهز ملياري درهم. وتعتبر هذه الخطوة لحظة تاريخية بالنسبة للمدينة، إذ ستُمكن من إطلاق ورش طال انتظاره منذ أكثر من 40 سنة. الهدف من هذه الاتفاقية هو تحويل الدار البيضاء إلى مدينة ميتروبولية تضاهي كبريات المدن العالمية من حيث البنية التحتية والمشاريع المهيكلة.
2. إعادة تنظيم الاختصاصات والشراكات
تمت إعادة هيكلة المسؤوليات المرتبطة بالمشروع، حيث تقرر تفويت الأصول العقارية من شركة "صوناداك" إلى جماعة الدار البيضاء دون مقابل، مع تحويل مهام التعويض وإعادة الإيواء والهدم وتحرير العقارات إلى شركة الدار البيضاء للإسكان والتجهيز. هذا التحول يهدف إلى ضمان سرعة التنفيذ وفعاليته، مع إشراك عدة مؤسسات مثل ولاية جهة الدار البيضاء-سطات وصندوق الإيداع والتدبير.
3. أكبر منتزه حضري في إفريقيا
من أبرز مكونات المشروع إنجاز منتزه المحج الملكي الذي سيمتد على مساحة 40 هكتاراً من المساحات الخضراء، ليكون واحداً من أكبر المنتزهات داخل المجال الحضري في إفريقيا. هذا الفضاء سيشكل متنفساً بيئياً جديداً للمدينة، وينضاف إلى مشاريع سابقة مثل "أنفا بارك"، "منتزه الولفة" و"منتزه كاريان سونترال". الهدف هو تعزيز المشهد الحضري الأخضر وضمان استدامة بيئية تحسن من جودة حياة الساكنة.

مكونات مشروع المحج الملكي

فضاءات عمرانية وثقافية
المشروع لا يقتصر على المنتزه فقط، بل يتضمن مرافق متكاملة مثل قصر للمؤتمرات، مسرح، فضاءات للتسوق، ومكاتب للشركات والبنوك. هذه البنية ستمنح المدينة واجهة حضرية جديدة، وتفتح المجال أمام استثمارات كبرى في قطاعات الاقتصاد والخدمات.
شبكة مواصلات متطورة
يتضمن المشروع إحداث شبكة نقل حضرية متكاملة، تشمل محطة للقطار فائق السرعة ، ومحطة للقطار الجهوي ، بالإضافة إلى ربط مباشر بخطوط الترامواي. هذه الشبكة ستسهل التنقل بين مختلف مناطق الدار البيضاء، وتضع المدينة ضمن قائمة الحواضر العالمية التي تدمج البنية التحتية الحديثة مع التخطيط العمراني.
إعادة إسكان وتعويض الأسر المتضررة
المحج الملكي يتطلب إخلاء مجموعة من العقارات، ما استدعى وضع برنامج لإعادة الإسكان وتعويض الأسر. سيتم ترحيل العائلات إلى أحياء سكنية جديدة خاصة في حي النسيم، مع توفير تعويضات مادية. غير أن هذا الجانب يثير نقاشات اجتماعية حول كفاية التعويضات وضمان الحفاظ على كرامة الساكنة المتضررة.

الأبعاد الاستراتيجية للمشروع المحج الملكي

تعزيز مكانة الدار البيضاء كقطب عالمي
يراهن المسؤولون على أن هذا المشروع سيجعل الدار البيضاء تضاهي كبريات المدن العالمية مثل باريس ونيويورك، من خلال خلق فضاءات حضرية راقية وواجهة عمرانية جديدة تليق بمكانة المدينة كعاصمة اقتصادية.
رؤية بيئية مستدامة
مع تخصيص 40 هكتاراً للمساحات الخضراء، يهدف المشروع إلى إعادة التوازن البيئي للمدينة، وتوفير متنفس طبيعي للساكنة، وهو ما ينسجم مع السياسات الجديدة الرامية إلى جعل الدار البيضاء مدينة صديقة للبيئة.
إشعاع ثقافي واقتصادي
إلى جانب البعد العمراني، سيساهم المشروع في تعزيز الإشعاع الثقافي والاقتصادي للمدينة عبر استقطاب المؤتمرات الدولية والفعاليات الكبرى، ما يعزز جاذبية الدار البيضاء على المستويين المحلي والعالمي.

الخلاصة

مشروع المحج الملكي في الدار البيضاء ليس مجرد ورش عمراني ضخم، بل هو رؤية متكاملة لإعادة صياغة ملامح العاصمة الاقتصادية للمغرب. بين المساحات الخضراء، المرافق الثقافية، شبكات النقل الحديثة، وبرامج إعادة الإسكان، يتجه المشروع نحو جعل المدينة أكثر تنافسية واستدامة، ليكون علامة فارقة في تاريخ التخطيط الحضري بالمغرب.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-